الإنفاق الاستهلاكي في رمضان يزيد 100% وأحيانًا 150%


2401917.jpg

مع اقتراب شهر رمضان يزيد الاقبال على الاسواق ويصاحب ذلك استهلاك اكثر لمختلف المنتجات والبضائع التي يزداد الطلب عليها، وتتنافس مختلف الشركات والمحلات التجارية فيما بينها على الترويج والتسويق لمنتجاتها، ويرى بعض المواطنين والمقيمين أن نسبة الإنفاق في رمضان تزيد 100%، مؤكدين دخول عادات انفاق خاطئة على الشهر الكريم الذي تحول من شهر عبادة إلى شهر بذخ وصرف. فيما يعزي البعض الآخر هذا الإنفاق إلى العادات والتقاليد التي تربى عليها البحريني والتي تلزمه بتقديم المساعدة إلى المحتاجين، وكذلك تجمع الأهل والأصدقاء على مائدة رمضان، مما يؤدي إلى زيادة طبيعية في الإنفاق.


ويقول المدير العام لشركة «ميدوي» خالد الأمين: «يزيد الإقبال في رمضان على شراء المواد الاستهلاكية بنسبة تصل نحو 100% لبعض المواد و150% للبعض الآخر، ويأتي هذا الانفاق ضمن العادات والتقاليد التي يتمتع بها لمساعدة المحتاجين خلال الشهر الكريم، ولا يندرج هذا الانفاق ضمن الإسراف، بل ضمن الحاجة لتكافل أفراد المجتمع، فشهر رمضان شهر البركة والعبادة والتبرع وفعل الخير وهذا هو السبب الرئيس لزيادة الإنفاق». وتابع الأمين: «ولكنني أوجه رسالة للمستهلك هدفها الابتعاد عن تخزين الأطعمة والتهافت لشرائها قبل رمضان، فالمواد متوفرة وهناك أكثر من 5000 سوبر ماركت في البحرين، ومنها من يعمل 24 ساعة، والأسعار مستقرة، على العكس التجار يحاولون التكاتف مع المستهلك خلال الشهر الكريم فيستغلون الإنفاق التسويقي لتخفيض الأسعار».

وتمنى الأمين في نهاية حديثه أن يتعاون التاجر مع المستهلك نحو تفكير وسلوك إيجابي يرتقي بهما معا، حيث يؤكد أن شهر رمضان وقدوم العيد سيعود بالخير على الحركة الاقتصادية التي يعمل الجميع على تحريكها. ومن جانب آخر طالب الأمين جمعية حماية المستهلك بالعمل على تكثيف توعية المستهلك بما يتعلق بعادات الشراء والتخزين.

من جانبها تقول سلوى حسن: «يزيد استهلاك الأسر في رمضان إلى الضعف، وهي عادات استهلاكية سيئة أكثر من كونها ترشيدية مع أن رمضان عمليا يجب أن يكون أقل استهلاكا، بحكم أن ثلاثة أرباع يومنا صيام، ولكن لماذا الاستهلاك بهذا القدر من قبل الأسر؟ وفي رمضان يجب أن يكون تقليل من نسب الأكل والاعتماد على عملية التصبر أو الصبر، فإن البعض يبالغ في مائدة رمضان، إذ يتطلب ضعف الاستهلاك مقارنة بالأيام العادية، وعمليا تشتري الأسر أكثر من المعتاد خلال الأيام العادية فالعائلة التي تصرف على الطعام والشراب خلال الشهر العادي 400 دينار يتضاعف مصروفها إلى 800 دينار في رمضان».

وتضيف: «إن زيادة استهلاك الأسر نحو الضعف يعد عادة استهلاكية سيئة فمع أن شهر رمضان عمليًا يجب أن يكون أقل استهلاكًا بحكم أن ثلاثة أرباع يومنا صيام، وأرجعت ذلك إلى أن الاستهلاك يزيد خلال شهر رمضان الكريم، لأن العادات والتقاليد تجبر العديد من الأسر على استهلاك أنواع معينة من الغذاء، فيزداد الطلب عليها حتى تصل إلى 20٪ إذا لم تكن أكثر من ذلك». وتقول هيفاء يوسف: «يجب على الناس ان يفكروا جليا كيف يمكنهم ان يعيشوا اجواء شهر رمضان، في اقل مصروفات والامتناع عن التبذير، من هنا يجب علينا التخلص من العادات الاستهلاكية التي نتبعها في هذا الشهر الفضيل حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في استنزاف موارد الاسرة، فتلجأ الى الاقتراض، وعلينا ان نعيش هذا الشهر الفضيل ليس من اجل الاكل والشرب والملبس، بل الطاعات وان نعيش الاجواء الروحانية اكثر من المادية».

وتابعت: «مهما كانت الصعاب والمشقة على الناس، فان عيش اجواء رمضان المميزة والخاصة عادة ما تكون متكاملة وواسعة، فبالرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة فان العائلة العربية المسلمة تعمل جاهدة لعيش هذا الشهر الفضيل بافضل صورة في عيش اجواء رمضان ان كان من خلال تحضير المائدة المميزة والمأكولات الخاصة ولم الشمل لجميع افراد العائلة، القضية ليست ارتفاع الاسعار او كثرة المناسبات، المشكلة هي انعدام ادارة الشؤون المالية داخل العائلة العربية، فهناك مشكلة عدم الادارة السليمة من قبل الزوجين لكيفية ادارة شؤون البيت خصوصا المالية».

ويشير خالد علي: «إلى أن ظاهرة الإسراف الغذائي وتخمة الاستهلاك وعادة الصرف غير الموجّه، من العادات الخاطئة، ساعد على انتشارها بروز العقلية الاستهلاكية في المجتمع وشيوع الثقافة الاستهلاكية بين الأفراد، إلى جانب إغراق السوق بأصناف متنوعة والإعلان عنها بطرق مثيرة، إلى جانب غياب الوعي الاستهلاكي، موضحا أن العالم اليوم بجميع دوله، متقدمة كانت أو نامية، يسوده ظواهر الإسراف الغذائي والنهم الاستهلاكي، حيث أصبح الإنسان المعاصر مجرد أداة استهلاكية».

تعليقات